الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية المطارد بقلم امل نصر

انت في الصفحة 15 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز


ظهر جليا بعينيه 
ابدا يا يمنى مش هاضحك عليك ولو قولتي اي حاجة هاصدقك! 
وكأنه سحرها بصدقه فجاوبته على الفور دون تأخير
في الحلم . 
في الحلم! 
قال بدهشة أصابته من اجابتها وهي اكملت 
كنت دايما بشوف راجل بملامح مش واضح فيها غير عنيه بس وهي اللي اتكررت معايا بكذا حلم بنفس الوضوح والراجل ده.. يااما تعبان يااما في ضيقة يااما بيطلب مني مساعدة! وفي 

كل مره اصحى من النوم ونظرة العنين دى ماتفرقنيش نهائي
برقت عيناه ولمعت امامها دون ان ينطق ببنت شفاه فسألته 
إيه مالك ساكت كدة ليه ومسهم 
أجابها صالح بصوت متحرشج من ثقل مايشعر به 
عشان انا فعلا كنت في ضيقه وتعبان وربنا بس اللي عالم بسري انت بقى عرفتي منين! 
أجفلتها كلماته فطرقت برأسها تتهرب بعيناها منه كالعادة بتوتر ثم ما لبثت ان ترتد بأقدامها للخلف وهي تستأذنه للخروج 
طب اسيبك انا بقى دلوقت تفطر وبعد شوية ان شاء الله هارجعلك بالعلاج عن اذنك! 
قالت ثم خرجت بسرعة من أمامه لتتركه في حيرة من امره وهو يعيد رأسه للخلف بشرد ناظر ا لسقف الغرفة ويتنفس بخشونه ليطلق اخيرا العنان لهذه الدمعات الحبيسة بداخل حدقتيه لايدري سببا لهم او يدري فقد وجد اخيرا من يشعر بجرحه الغائر 
دلفت يمنى لداخل غرفتها سريعا وغلقت الباب خلفها لتجلس على طرف الفراش شاردة ماحدث معها منذ قليل وهذه الأشياء العجيبة التي تشعر وكأنها تربطها بهذا الشخص الغريب تنفست بعمق وهي تحرك رأسها كي تنفض عنها هذه الأفكار الغريبة وتحول مشاعرها اتجاهه من كره الى أشياء اخرى لا تجد لها تفسير هي لابد انها شعرت بالتعاطف نحوه ولكن حتى هذا التعاطف لا يجوز مع رجل مثله ليس لديها معرفة بكم الچرائم التي ارتكبها ولكن لما تشعر باالألفة بوجوده وكأنها تعرفه منذ زمن طويل!! 
مسحت بكف يدها على جانب وجهها بتعب وهي تخبر نفسها كي تفيق 
اصحي يا يمنى وفوقي كدة بلاش الإحلام العبيطة دى بتاعتك ولا انتي باين قراية الرويات اثرت على مخك ونستك الواقع اللي احنا عايشينه اصحي يايمنى وفوقي .
ظلت ترددها حتى أجفلت على طرق باب الغرفة ووالدتها تستأذن كي تدلف لداخل الغرفة اليها.
بعد قليل كانت نجية جالسة بجانب يمنى على طرف الفراش بصمت وملامح وجهها تعبر بوضوح ان بداخلها كلام رمقتها يمنى بريبه تسألها
عايزه ايه ياامى.. في حاجة صح!. قولي ماتتكسفيش قولي .
نظرت اليها نجية بتفحص وهى ترجع بأناملها بعض الخصلات 
المتمردة من شعر يمنى لخلف اذنها والأخرى تنظر اليهل بترقب في انتظار ماستخبرها به ثم ما لبثت ان تتحدث كي تخرج ما بجعبتها 
عندي ليكي خبر حلو وان شاء الله توافقي عليه عشان نعجل على طول ومانستناش اكتر من كدة 
ماتستانيش ايه وخبر ايه بالظبط اللي انت عايزاني اوافق عليه.
سألت يمنى بريبة فردت نجية وعيناها
تراقب رد فعل ابنتها 
سعد ابن خالك عايز يرجعلك تاني يايمنى امه اتصلت وطلبت نحدد موعد الفرح. 
اااه قولي كدة تصدقي ياما انا قلبى اتقبض من قبل ماتتكلمي وحسيت على طول كدة ان هاتبلغيني بخبر عفش.
شهقت نجية مجفلة من رد يمنى الصاډم 
قلبك اتقبض ليه يااختي هو انا جيبتلك سيرة قباض الارواح دا ابن خالك خطيبك يعني مش عفريت وهاياكلك.
هتفت يمنى ترد پغضب
مش خطيبي ياما دا كان مجرد ربط حديت وانا فضيته وخلصنا يعني لا عاد خطيبي ولا اعرفه. 
لا يااختي تعرفيه وهايرجع خطيبك من تاني .
لا ياما مش هارجع خطيبي من تاني عشان انا مش موافقة وماصدقت اني خلصت منه ايه رأيك بقى
قالت يمنى بتحدى ممأ اثار ڠضب والدتها التي ردت
يعني ايه يايمنى يعني لو انا اصريت انك ترجعيلوا هاتكسري كلمتي
ايه يااما بقولك مابطيقهوش يعني ماصدقت ان خطوبتي تتفسخ منه عايزاني ارجع بقى للهم من تاني يساتر يارب دا كان دمه يلطش . 
صاحت
بها يمنى مما جعل نجية تكاد ان تفقد صوابها من تعنت ابنتها فاضطرت أن تحاول مرة اخرى بمحايلة
يابنتى متخليش الشيطان يسوقك! وادى فرصه لابن خالك دا مهما كان برضوا من دمك واللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش.
يمنى بأصرار اكبر
لا ياما بقى مع البني ادم ده يبقى الغريب احسن ياستي انا ايه اللي يجبرني اتجوزا من الأساس وانا مش طايقاه اعوذ بالله . 
قالت يمنى متأففة فكان رد نجية المبهم.
بقى فيه اللي يجبرك يايمنى عشان بس تفوقي من اولها كدة وتصحي لنفسك.
ضيقت عيناها تسالها بتفسير
ايه بقى اللي هايجبرني عشان اتجوزا ويخليني افوق لنفسي ياما.
اللي يجبرك ياعين امك هو ان اختك الصغيرة العرسان بقت رايحة جاية عليها يطلبوها للجواز وان احنا رفضنا النهاردة حد منهم بكرة بقى ماينفعش نرفض عشان
مانوفقش حالها .
تكلمت يمنى بحدة
وافرضي ياما العرسان بقت تيجي تطلب اختي انا مالي بقى ما انتوا لو عايزين تجوزوها انا مش هارفض بل بالعكس انا عمري ما اكره الخير لاختي
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 74 صفحات