قصص دينيه
لم يؤذ الرسول صلى الله عليه وسلم من أحد في المدينة المنورة كما أذاه "أُبي بن سلول"..
خذله يوم (أحد) إذ عاد بالجيش ، وخذله أيام (الخندق) عندما إنسحب فجأة ومضى يوهن عزيمة الناس في جو ملبد بالخۏف والبرد والقلق ، وسبه علانية أمام الناس ، قبل أن يفعل فعلته الشنيعة بالتطاول على شرف زوجتة "عائشة".
لم يرى الرسول صلى الله عليه وسلم كل هذا ، كل ما رآه وأحزنه هو "عبدالله بن عبدالله بن أبي سلول" ، ابن المنافق الذي أسلم وأتبع النبي بحب ، كان فؤاد الرجل يتقطع بين حبه لأبيه وحبه لنبيه ، والرسول صلى الله عليه وسلم يرى ذلك ويحزن له ..!!
جاء الإبن يوماً ليخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء ، إنه جاهز لقـ ـتل الأب لو أمره الرسول ، وحجته أنه لن يسمح لأحد أن يمس أباه وسينتقم منه ، وعليه إن كانت النية متجهة لتصفية الرجل الذي شتم النبي وخاض في عرضه ، فهو أولى الناس بذلك ..!!
ربت نبينا على كتف صاحبه وقال له: «بل أحسن صحبته» ، ووصاه ببِر أبيه .. عدوه.
ثم ماټ العدو ، وجاء الصاحب للنبي عليه الصلاة والسلام يطلب منه رداءه كي يكفن فيه أباه.
فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم الرداء ، فزاد طمع الإبن وطلب منه أن يصلي عليه .. فوافق النبي ..!!
النبي صلى الله عليه وسلم يعرف جيداً ـ بنص القرآن ـ أن صلاته وإستغفاره لن تفيد ، لقَولِه تعالى : {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ}.
وقف الناس مشدوهين ، "عمر" كالعادة لم يسكت ، إعترض ، حاول إثناء النبي ، ونبينا ماضٍ إلى المحراب حتى وقف أمام جثمان الرجل الذي طالما آذاه وسلقه بلسانه ، صلى عليه واستغفر الله ، فحمله محمل المُؤمنين ، رجاء رحمه الله له بذلك ومنفعته ، وتطييباً لقلب ابنه وبِرًّا به.
وجاء القرآن الكريم ليستدرك على النبي صلى الله عليه وسلم هذا النبل الأسطوري :
{وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُون}َ [التوبة : 84].
فأَوضح الله تعالى له الأمر ورفع الإحتمال وقطع منه الرجاء ، بنهيه عن الصلاة عليه وعلى أمثاله.
ويسألوني لماذا أحبه !!
لأنه جابر للخواطر