الخميس 26 ديسمبر 2024

قصص دينيه

موقع أيام نيوز

لم يؤذ الرسول صلى الله عليه وسلم من أحد في المدينة المنورة كما أذاه "أُبي بن سلول"..
خذله يوم (أحد) إذ عاد بالجيش ، وخذله أيام (الخندق) عندما إنسحب فجأة ومضى يوهن عزيمة الناس في جو ملبد بالخۏف والبرد والقلق ، وسبه علانية أمام الناس ، قبل أن يفعل فعلته الشنيعة بالتطاول على شرف زوجتة "عائشة".

لم يرى الرسول صلى الله عليه وسلم كل هذا ، كل ما رآه وأحزنه هو "عبدالله بن عبدالله بن أبي  سلول" ، ابن المنافق الذي أسلم وأتبع النبي بحب ، كان فؤاد الرجل يتقطع بين حبه لأبيه وحبه لنبيه ، والرسول صلى الله عليه وسلم يرى ذلك ويحزن له ..!!

جاء الإبن يوماً ليخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء ، إنه جاهز لقـ ـتل الأب لو أمره الرسول ، وحجته أنه لن يسمح لأحد أن يمس أباه وسينتقم منه ، وعليه إن كانت النية متجهة لتصفية الرجل الذي شتم النبي وخاض في عرضه ، فهو أولى الناس بذلك ..!!

ربت نبينا على كتف صاحبه وقال له: «بل أحسن صحبته» ، ووصاه ببِر أبيه .. عدوه.

ثم ماټ العدو ، وجاء الصاحب للنبي عليه الصلاة والسلام يطلب منه رداءه كي يكفن فيه أباه.
فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم الرداء ، فزاد طمع الإبن وطلب منه أن يصلي عليه .. فوافق النبي ..!!

النبي صلى الله عليه وسلم يعرف جيداً ـ بنص القرآن ـ أن صلاته وإستغفاره لن تفيد ، لقَولِه تعالى : {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ}.

ومع ذلك وافق ، وذهب ليصلي على عدوه جبراً لخاطر صاحبه ..!!

وقف الناس مشدوهين ، "عمر" كالعادة لم يسكت ، إعترض ، حاول إثناء النبي ، ونبينا ماضٍ إلى المحراب حتى وقف أمام جثمان الرجل الذي طالما آذاه وسلقه بلسانه ، صلى عليه واستغفر الله ، فحمله محمل المُؤمنين ، رجاء رحمه الله له بذلك ومنفعته ، وتطييباً لقلب ابنه وبِرًّا به.

وجاء القرآن الكريم ليستدرك على النبي صلى الله عليه وسلم هذا النبل الأسطوري :
{وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُون}َ [التوبة : 84].
فأَوضح الله تعالى له الأمر ورفع الإحتمال وقطع منه الرجاء ، بنهيه عن الصلاة عليه وعلى أمثاله.

                    ويسألوني لماذا أحبه !!

                      لأنه جابر للخواطر