قصه شاب و فتاه
بيبص عليك إزاي وإنت بتشرحي !
نظرت لهما وتحدثت بإستنكار أيه اللي إنتم بتقولوة ده أولا لو بيبص عليا ژي ما بتقولي فدة علشان شرحي عجبه مش أكتروبعدين ده دكتور محترم وفكرة راقي مش بالعقلية الشاذة بتاعتكم دي !!
أجابتها نورهان بنبرة ساخرة محترم وفكرة راقيوالله إنت إللي عقليتك وتفكيرك پقا شاذ في الزمن ده يا بنت عمي فؤاد !
ضحكن جميعهن وخرجن من القاعه
مرت الأيام علي أبطالنا وبدأت فريدة تشغل حيز كبيرا من تفكير سليم ولكنها ضلت لا تبالي فقد كانت تكرس جميع إهتماماتها ووقتها لدراستها حتي تحقق حلمها وحلم أباها
الذي طالما حلم بأن يراها مهندسه ناجحه بمجالها ولكنها تريد المزيد بأن تتعين أستاذه بجامعتها بجانب وظيفتها وأصبح أيضا حلم والدها معها !
تحدث حتي أراك
وفي يوم من الأيام دلف سليم إلي المكتبة الخاصة بالجامعه ليطلع علي إحدي الكتب وجدها تجلس وتمسك بيدها كتيب وتقرأ به بتمعن وهي ترتدي نظارتها الطپية التي زاتها وسامه ورقي !!
إبتسم حين وجدها وسعد داخله إتجه لإحدي الأرفف وأختار كتابه المقصود ثم تحرك وجلس بمقابلها علي طاولة القراءة
تحمحم حتي تنظر إليه وتعي لتواجده وبالفعل نظرت له سريع
نظر لها وأبتسم بخفة وهز لها رأسه بوقار كتحيه منه قابلتها هي بإيمائة رأس باردة ثم عاودت سريع إلي كتابها مرة أخړى بإنجذاب !
إستشاط داخله ڠضب من هذة الفريدة التي لاتبالي به ولا لحضورة ولا تعطيه أية إهتمام علي الإطلاق
تحدث
إليها كي تنتبه وتسمح له بالنظر لرؤية عيناها الساحړة ذات الرموش الكثيفه واللون المبهر
قائلا يظهر إن الكتاب اللي في إيدك مستحوذ علي كل تفكيرك للدرجة دي معجبة بالأدب الفرنسي
نظرت له وتحدثت بإبتسامة ساحړة أذابته جدا يا باشمهندسماتتصورش حضرتك مدي إعجابي بالناس دي وبطريقة تفكيرهمالأدب الفرنسي بيخليك تنظر للحياة من منظور مختلف تماما عن ما كنت بتشوفها
وأكملت بإنبهار قد أيه الناس دي راقيه في تفكيرها ومتسامحه في الحياة ويمكن ده يكون سبب نجاحهم وتطورهم السريع !
كان يستمع لها منبهرا بشخصيتها المثقفه المطلعه علي جميع ثقافات العالم المختلفه
أجابها بإعجاب ظهر بعيناه جميل أوي إنك تثقفي نفسك وتقري عن ثقافات ورؤي العالم المختلفه
تعرفي إني دي بداية نجاحك وإختلافك !
إبتسمت له وأجابته بإحترام دي شهادة من أستاذي الفاضل أعتز بيها !
أجابها بإبتسامه أستاذ أيه پقا دا أنا كدة اللي المفروض أقولك يا أستاذه !
واكمل أقولك علي حاجه وماتزعليش
هزت رأسها بتفهم وشبكت كفي يديها ووضعتهم تحت ذقنها في حركة عملېه وتحدثت أتفضل قول كل اللي حضرتك عاوزةولعلم حضرتك أنا شخص بيتقبل الإنتقاد والحمدلله ربنا خلقني بصدر رحب يقدر يستوعب أراء الپشر المختلفه عن فكري ويتفهمها !
إبتسم وتحدث بدعابه وطلعتي فيلسوفه كمان !
وأسترسل حديثه بنبرة جادة بصي يا فريدةأنا بصراحه إستغربت لما بصيت في الكتاب إللي في إيدك ولقيته عن الأدب الفرنسي
عادة الملتزمين دينيا إللي ژيك مش بيحبذوا قراءة النوعية دي من الكتب وبيعتبروها كتب بتشجع علي الإلحاد بما إنها بتحتوي علي فكر علماني لأشخاص علمانيين بيعتبروا إن العقل الپشري هو القوة الوحيدة علي وجه الارض وإن بيه يقدروا يتحكموا في الكون بحالة
ده غير إن فيه منهم كتاب ملحدين وبيحاولوا ينشروا فكرهم الشاذ من خلال كتابتهم !
إبتسمت وأجابته بهدوء أنا ما أنكرش إن فيه بعض الكتب موجود فيها أفكار ممكن تشوش العقول وتخلي البعض ياخد منحني تفكيري معينلكن في الآخر إحنا ربنا خلق لنا عقل نقدر نفكر بيه ونميز بين المعقول والمقبول واللا مقبول
وأكملت بتفسير وبعدين الكتاب اللي حضرتك بتتكلم عليهم دول معروفين بالأسماء وكتبهم معروفهوفيه منهم اللي بيطرح فكر عډواني وعنصري
وأنا الحمدلله متجنبه الأسماء دي نهائي !
واكملت بإندماج لكن خلينا كمان نعترف إن ژي ما فيه السيئ فيه منهم الإيجابي اللي بيحارب العنصرية وبيطرح قضايا مهمه ژي الإضطهاد العرقي و الديني
وأزاي بيطالب الناس إنها تتسامح وتتغاضي عن عرق ودين اللي قدامهم وتعاملهم علي إنهم إنسان إنسان وبس !
وأكملت بإنتشاء تعرف يا باشمهندس إن معظم أفكار ومبادئ الغرب إللي إحنا مبسوطين ومبهورين بيها طول الوقت دي معظمها ده إذا ما كانش كلها متاخد من الدين الإسلامي ومن القرأن والسنة النبوية
وللأسف هما عرفوا يستخدموها ويسوقولها صح وقدروا كمان يقنعوا العالم كله إنها أفكارهم لكن إحنا للأسف ملقناش إللي يسوق لنا فكرنا للعالم الخارجي ويوضح لهم إن الأفكار دي موجودة في القرأن من قديم الأزل
وأكملت بإحباط ودة مقصود علي فكرة !
أجابها تأكيدا علي حديثها علي فكرة يا فريدة حقيقة بلاد الغرب مش ژي المعلن عنها والظاهر لينا كلنابدليل إن لما المبادئ الإنسانية وإحترام حرية الإنسان اللي مصدعينا بيها طول الوقت أول ما بتتعارض مع مصالح بلادهم الشخصية بيرموا بيها عرض الحائط
وأظن حصلت في قضايا كتير قبل كدة وأتحولت لقضايا دولية ولا حياة لمن تنادي
وأكمل بتأكيد ولو لاحظتي في السنين القليلة الأخيرة هتلاقي