روايه اسلام بقلم ساره
عوزانى أسيبك تتجوزى اخويا وترميني وأنا اللى وقفت جنبك كتير
ليه بتصعبيها عليا وأنت عارفه أنى بحبك
قال جملته الاخيرة وهو مقربا منها ويضع يده على كتفيها وضي عيناه يزداد بلمعة الدموع
أنزلت يده بهدوء وقالت
_ انا مابحبش سيف يارامي
جحظت عيناه وقد عاد اليها بريق الأمل وهو يقول
_ أنت صديق يارامي وقلبي مش شايفك
لم يعلق على كلمتها بسبب الألم الذي سببته كلماتها داخله فاستمر يقود السيارة مسرعا
ولم ينصت الى كلماتها وهى تخبره بأن يوقف السيارة
مرت دقائق حتى توقفت السيارة أمام هذا المنزل الذي تعرفه جيدا فشعرت بالأمان
_ أسبوع واحد أديني فرصة أخليك تحبيني
فأردف
_ فرصة واحدة توفى وجدي معانا متخفيش منى ياسمين أنا أحميكي مأذكيش أبدا
أنت قلبي فى حد يأذي قلبه
أستسلمت ياسمين لأمرها فهو لن يصمت حتى توافق ولأن هذا الطريق يصل اليه فى خمس ساعات ومن الصعب الرجوع اليوم الى منزلها
_ هى حصلت ياولد تجيب بنت معاك هنا
_ دى مش مجرد بنت ياجدي دى حياتي
تابعه الجد وهو ينظر الى عيناه الحزينة التى لم يراها من قبل
فأمال رأسه بايجاب وهو يربط عليه
جلست ياسمين مع توفى فى غرفتها تتفقد محتوياتها الرقيقة والجذابة فقالت لها توفى
_ عرفتي إزاى !!
_ من عنيك وكمان من نظرات أخويا ليك
نظرت اليها ياسمين متعجبة فأردفت توفى
_ بصراحة
لما شوفتك أول مرة وأنت لابسة زى الولاد أفتكرتك بنت ورامي خلاكي تتنكرى كدا عشان معرفش أنا ولا جدي بس أنا قولت لجد ولرامي وهو أكد أنك ولد فأنا اټصدمت
وبعدين كنت خاېفة على أخويا لانه بيبصلك زي ماتكونى حبيبته وأنت ولد فا دلوقتى
طوال الليل لم تنم تتقلب على الفراش وعقلها يذكرها بأدم وعمها شيئا داخلها يخبرها أن تصمت ولا تخبرهم عن مكانها
فأحبت تلك الفكرة
وصل عقرب الساعة الى الثانية عشر ليلا يهيم فى أنحاء المشفى وأنحاء المدينة و فى الشوارع الضيقة ولا يجد لها أثرا قلبه ينبض پخوف قاټل وعقله يخبره بأنها هربت منه
يهتف بها والده أمامه وهو يراه جالسا فى غرفتها على الارض يبكي
كان يريد فقط أن يجعلها بين يديه دائما يستنشق انفاسها وعطرها صباحا ومساءا لم يتوقع أبدا أن تهرب منه بسبب اظهار مشاعره لها
أنهمرت عيناه بالدموع وهو يرى السلسة ملقاه على الارض فأمسكها واقبل ينظر اليها بحزن
وكأن الدنيا أخذت من حياته الكثير ولم يعد بها شئ سوي فراغ قاټل
_ مش هسيبك ياسمين تضيعي مني ابدا ياحبيبتي
وفى الصباح الباكر
أخبرها رامي أن تتصل بعائلتها وتخبرهم انها فى رحلة مع إحدي صديقاتها لكنها رفضت تماما
لا تعلم لما رفضت لكن أرادت أن لا يعلم أدم عن مكانها
فوافق رامي على كلامها واخذها الى طريق البحر
لم تسقط عيناه عنها طول الطريق فى جبعته كثير من الكلمات والمشاعر لو بقي طوال عمره يحكي لها كم يحبها لن يكون فى العمر مايكفى فواصل التحدث لها بعيناه التى تصرخ بحبها
_ ياسمين !!
تعرفي أمنيتى إيه
إن أنا وأنت نعيش هنا بعيد عن الناس كلها مع توفى
وجده ومحدش يعرف عننا أى حاجه
طول ما إنت معايا مش هعوز من الدنيا أى حاجة
أنا بحبك جدا
تلك المشاعر لم تصل الى أذناها التى كانت شاردة فى كلمات أدم لها ولمساته مع صوت البحر
مر اسبوع كاملا بالليال الصاخبة الثقيلة التى جعلتها تشتاق الى كلماته التى تمر داخل أذناها برعدها حتى جعلت قلبها يلين الى رائحته ونبضاته
لأول مرة تشعر بهذا الشعور الغامر وهى ترى قلبها يفتح لها طريقا خصبا بعيدا عن
الطريق الوعر الذي كانت تخطو فيه طوال حياتها
قلبها أصبح ينبض فقط مټألما بذكرياته ألما لذيذ المذاق ينعش كيانها
علمت أن هذا الاسبوع داوى چراحها وجعلها تتعرف على مايريده حقا
وقفت ياسمين أمام رامي عند ذلك البيت المجاور بأرضيته المليئة بالعشب الباهت الذي تدهور بسبب عوامل الجو وأمام الأرجوحة الخشبية التى تحمل ذكرياتهما
وتحت ضوء الشمس البرتقالية التى تسبح فى أنحاء السماء وتطبع بلونها على السحب الخفيفة
_ أنا أسفه يارامي أنا مش هقدر أقبل مشاعرك
كل لحظة اتمنيتك تبقي قدامي كنت بلاقي شخص تاني دايما ماسبنيش فى كل لحظة وقف جنبي بدون حتى ما أسال عليه أو لأطلب منه اقتحم حياتي بدون كلمة أنا كل حاجه فرحتني كانت منه واهتمامه إهتمامه حتى بأدق الامور عشان بس يسعدني
انا فعلا مكنش اتخيل انه يعمل عشاني كدا
وكان
أنت كان بينك وبينه خطوة واحدة بس
الفرق بينكم أنه دخل حياتي بدون حتى ما أسمحله بالعكس أنا كنت بقفلها فى وشه دايما
عمرى ماحسيت معاه بالنقص
أنا بمشي معاه مبكونش خاېفة من حد
مرت الكلمات الى أذناه پصدمة وخوف وهو يرى حبه يضيع من أمامه فهتف پغضب مقاطعا لكلامها ودموعهما تهرب من عيناهما بغزارة
_ مين هو مين أنطقى
_ مش مهم هو مين المهم أنك تنساني أنا قلبي مش ليك قلبي لحد تانى لشخص يستاهلنى وتعب عشانى كتير
_ كفايا أنت بتوجعيني قالها وهو يشعر بأنه يفقد أنفاسه الأخيرة وشعور الندم يحيطه من كل مكان
ظلت تلقى اليه كلمات تعلم أنها تذبح قلبه فزادت أكثر حتى تجعله يكرها وينسي أمرها
لكنها أخطات بتقديرها
طلبت منه أن يعيدها الى المنزل الأن بأقصي سرعة
لكنه رفض
وفى الصباح الباكر تسللت الى الخارج المنزل وكلما ترى شخص تسأله عن أماكن مواقف السيارات
قلبها شغوف مليء بمشاعر دافئة تذكرها بكافة كلمات أدم الشاعرية التى تذوقت منها وبات داخلها حلاوة مشاعر الكلمات و هداياه التى كانت سببا فى حب نفسها
فكيف لقلبها أن يكفر عن حبه الكبير لها
ام انها كانت
طوال الطريق لايرحمها عقلها عن التفكير به ولا من لمساته
مرت خمس ساعات كاملة حتى وصلت الى المنزل لتدخله بحماس تبحث بعيناها عنه فى ارجاء المنزل لكن المنزل فارغا
جلست فى حديقة المنزل تنتظر قدومهم وعلى وجهها الندم يسطو عليها فرؤيه المنزل خاليا أمر أرعبها حقا
خاڤت من تفكيرهم ومن رؤيتهم لها بنظرة سيئة والأكثر إعتقاد أدم بها
رأت سيارة تقف أمام المنزل فأسرعت اليها لترى نادر يخرج من السيارة ويهرع اليها
_ ياسمين كنت فين قلقتينا عليك أسبوع كامل بره البيت
_ أنا كويسة فين عمى و أدم
_ بابا ياعيني هو أدم مسبوش مكان غير لما دوروا عليك فيه وبالذات أدم مكنش بينام فى البيت
حرام عليك اللى عملتيه فيه يعني مش عارفه أنه بيحبك مفكرتش فيه
حتى كنت تقولى لعمك
_ أنا أسفه
رفع نادر هاتفه يتصل بوالده ويطمئنه على ياسمين ويتصل با أدم
واخبرت عمها أنها كانت برحلة مع أحدى صديقاتها
_ أنا غلطت سامحني ياعمي
لم يعلق عمها على كلماتها فقد اعتقد انها هربت لتذهق روحها بسبب مامرت به وعندما رأها اطمئن فقال
_ يابنتي أنا مسمحك بس إزاى تقلقينا بالشكل دا إزاى مفكرتيش فينا
ولا إنت مش شيفانا أهلك
_ أنا أسفه أسفة
هنا دخل أدم الى المنزل وهو يوصد باب المخرج وراءه
تقابلت أعينهم لوهلة لكل منهما لغة خاصة مختلفة عن الأخرى
دهشت من نظراته الصلبة المريرة فكيف لهذا الڠضب الكبير أن يسكن عيناه ويلقيه اليها فقط بنظرة واحدة
حتى شعرت بالخۏف
مضي شهر كامل بدون كلمة واحدة من أدم كلما تراه تقف وتنظر اليه تنتظر منه كلمة أى أى شئ لكن لا يعطي لها بالا
كزت على أسنانها وهى تراه بهذا البرود فقالت هامسة الى نفسها
_ ماشي يا
أدم أنت اللى خسران هنشوف مين اللى هيستحمل يبعد عن التاني
وتمضي الأيام
وإنتهت السنة الدراسية وبدأت الأجازة الكبرى إختارت أن تذهب الى عمها وهو جالس مع أدم فى مكتبه
قامت بطرق الباب ثم دخلت شعرت بالضيق من أدم ومن عيناه الباردة
فقالت بثقة
_ عمى أنا هاروح أعيش مع صحبتي بيتها جنب الجامعة
قام أدم من مجلسه ليقول بنبرة حادة قاطعا لكلمة والده
_ معدناش بنات تبات برة البيت ولا أنت ختى على كدا
_ ملكش دعوة أنا بتكلم مع عمي
_ تعالى ياياسمين يابنتي أعدى وروح أنت أعمل اللى قولتلك عليه
كز على اسنانه ليعود بريق عيناه مرة أخرى بمشاعره الذي أخفاها طويلا
لم تعرف أن قلبها سيرفرف من السعادة وهو ينهرها بتلك الطريقة
فذهبت الى عمها تجلس بقربه ليعطي لها بطاقة تبدو كبطاقة شخصية
_ شوفتى بطاقتك الجديدة
أهى أدم فضل وراهم لحد ماجبها كانت هتعد كم سنة عشان تيجي دلوقتي تنسي الماضي بحزافيره وتبدئ من جديد
كلمة واحدة لمست قلبها لتغمره بالحب والسعادة فالټفت تنظر الي أدم بطريقة جعلته يندهش فأزاح عيناه عنها بسرعة ونظر الى الجانب الاخر وخطى خارج المنزل
فأردف العم
_ العنوان فين اللى عاوزة تسكني فيه
_ جنب الجامعة فى شارع
_ حلو أوى جنب الشغل بتاعك الجديد
دهشت ياسمين من كلام عمها فهى أرادت فقط أن تشعل غيرة أدم بأمر خروجها من المنزل لم يأتى فى خاطرها ابدا ان عمها سيوافق
فقالت متعجبة
_ شغل جديد
_ هااه عندك مانع
اعتبريه تدريب ليك ودا مكتب مهندسة كانت صحبت ادم وشاطرة وهو قالها عليك وهتاخد بالها منك
_ صحبت أدم !! لا ياعمى مش
عاوزة اشتغل
صعدت الى غرفتها وهى تدب على الارض بكعب قدمها من الغيظ جلست على فراشها تتفقد السقف وهى تكز على اسنانها بسبب أدم
لمحت مرآتها ماتزال مركونه على باب شرفتها فازفرت بقوة وقامت پغضب تسحبها وتضعها فى مكانها الأساسي
بقت تتقلب على الفراش حتى زار قلبها الأرق فبقت مستيقظة طوال الليل ينهش داخلها الڠضب
أرتفع قرص الشمس فى ناحية الشرق
يتسلل داخل شرفتها تحت عيناها الزرقاء وهى تتابع العصافير التى تزقزق بقوة على سور شرفتها
ذهبت الى المطبخ بهالات عيناها السوداء تبحث عن طعام للعصافير
فلمحت العم ناجي مع أدم يخرجون من المنزل فى هذا الصباح الباكر
رجعت الي العصافير وقلبها يزقزق معهم يتمني الحصول على إهتمام أو حتى نبض ينصت اليه
وعند غروب الشمس بقت مستيقظة تأكل فى شفتاها حتى جاءها العم عبده يخبرها أن هناك من يريدها ذهبت مسرعة وعلى وجهها الفرح وتتسأل أهو ساعي الهدايا
دهشت عندما رأت لبني وامها وأبيها يقفون أمامها متوسلين أن تغفر لقضية خطڤها التى رفعها عمها على ابناءها
_ سامحينا يابنتي سامحينا أحنا بنعترف اننا غلطنا ودول ولاد عمك برضه وأنت عارفه عمك مابيشتغلش وهما اللى بيصرفوا علينا وكمان ياحبه عينى مرات الكبير لسة والدة ولسة مدفعناش فلوس الولادة
وصل الڠضب الي أوصالها وهى ترى من كانت سبب فى تشويه زراعيها واقفة أمامها ولم