فارس بية
والقناعة ملين حياتنا بركة..
دارت بعينيها للغرفة الفاخمه التي تفوق منزلها اتساع وضحكت ساخرة..
شوفي فارس بيه دا عايش في قصر عامل إزاي وعنده حرس اد أيه وجاي من شوية دمة سايح بعد ما ناس طلعوا عليه رنوه علقة معتبرة..
إلهام .. لا حول ولا قوة الا بالله .. ليه يعملوا فيه كده بس..
اجابتها إسراء بأسف..
نظرت لها الهام وابتسمت بعبث وتحدثت بجديه مصطنعة..
هو صحيح جريئ شويتين تلاته بس تصدقي صعب عليا يا بت يا أم إسراء وشكله كده هيصعب عليكي انتى كمان وقلبك هيمله..
هبت إسراء واقفه ومسحت عبراتها وسارت نحو باب الغرفة وهي تقول بثقه..
أنهت جملتها وفتحت الباب وتابعت قبل أن تخطو للخارج..
انا هروح أكمل شغلي في المطبخ وهطلعلك على أذان المغرب علشان أساعدك تتوضي.. ادعيلي من قلبك يا ماما بنتي ترجع لحضني..
رفعت إلهام يدها للسماء وبدأت تدعو من صميم قلبها مردده..
ربنا يلم شملك انتي وبنتك ويريح قلبك ويسعدك ويرزقك الفرح والهنا مع اللي يستحقك يا إسراء يا بنتي..
رغم أنه لم يكن أفضل من غيره ولكنه جعلها تملك قناعة قوية تجعلها ترفض مقارنتة بأحد..
بنظرها السعيد من راض نفسه على الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان..
فالقناعة خير من الغنى. في العالم كثيرون ممن يبحثون عن السعادة وهم متناسين فضيلة القناعة..
فمن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبدا..
اغمضت عينيها ببطء لتهبط دمعة حاړقة على وجنتيها حين تردد بذهنها جملة كانت تقولها لزوجها دوما..
إذا طلبت العز فاطلبه بالطاعة وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فمن أطاع الله عز وجل نصره ومن لزم
وقفت أمام باب المطبخ وجففت عبراتها ورسمت الصارمة والحزم على ملامحها الرقيقه وخطت للداخل بخطوات ثابته..
تنقلت بنظرها بين الفتيات
العاملات بملابسهن القصيره للغايه تصل بالكاد لمنتصف فخذهمن وتحدثت بجديه وهدوء بأن واحد قائله..
الكل يسيب اللي في ايده بعد إذنكم خليني اخد مقاستكم للينيفورم الجديد
وأنتي تبقي مين علشان تاخدي مقاسنا!..
أبقى اسألي اللي مشاغلك وهاتيلي حاجه يا شابة اخد بيها مقاستكم..
قالتها إسراء وهي تربت على كتفها بقليل من العڼف..
أنتي مش هتعملي اي حاجة قبل ما اسأل فارس باشا بنفسي يا بتاعه أنتي..
قالتها صابرين وهي تسير لخارج المطبخ قاصدة جناح فارس الساحرة..
..........................
.. تامر..
يجلس على إحدي المقاهي بعدما ظل يسير لأكثر من ساعتين يحاول الفرار من مراقبينه ولكن جميع محاولاته فشلت..
فقد تفاجئ بأكثر من سيارة تسير خلفه.. أخرج هاتفه وطلب إحدي الأرقام وأنتظر الرد وهو يحدث نفسه بأسف..
كده مش هعرف اجيلك يا فارس باشا..
تامر.. أنت فين يا حبيبي!.. طمنيني عليك.. أنت كويس..
أردفت بها إيمان بلهفه شديدة..
تامر بابتسامة.. أنا كويس متخفيش.. طمنيني انتي و إسراء عاملين ايه! ..
إيمان.. إحنا بخير طول ما انت بخير.. شكل مشوارك منفعش..
تامربأسف.. لا منفعش وشكله مش هينفع الليله وبكلمك علشان تحضري الغدا.. انا جاي في الطريق.. شوفي لو عايزه حاجة اجبهالك وأنا جاي..
إيمان بفرحة غامرة فقد عاد لها زوجها الحنون بطبعه الهين اللين.. عايزه سلامتك وبس يا حبيبي.. متتاخرش علينا..
تامر.. ان شاء الله مسافة السكة.. مع السلامة ..
أغلق معها وهب واقفا ووضع يده بجيب سرواله وأخرج بعض النقود وضعهم على الطاولة وسار نحو منزله وهو ممسك بهاتفه يكتب بها رسالة نصها..
أنا معرفتش أخلع من اللي مراقبني.. هستني منك رسالة يا باشا تقولي هنعمل أيه..
فور تأكده من وصولها قام بمسحها في الحال..
...............................
.. بجناح فارس..
بعدما قاموا الأطباء بمعالجة چروحه.. يقف أسفل الميه التي تنهمر عليه بغزاره ينعم بحمام بارد يساعده على الراحة قليلا من الذكريات التي تداهمه قبل أكثر من عام مضي..
.. فلاش باااااااااااك..
يجلس بمكتب شركته ينظر لشاشة كبيرة تظهر جميع العاملين بالصوت والصورة..
يقف بجواره إحدي العاملين ويتحدث بأحترام شديد قائلا..
فارس باشا جالنا معلومات ان في موظف عايز يوصل لسيادتك بأي طريقة بيقول عنده معلومات خطېرة عايز يقولها لمعاليك..
وريني شكله ايه الموظف دا!..
قالها فارس وهو يشير له على الشاشة أمامه..
أسرع العامل بالظغط على جهاز التحكم بالشاشة ليظهر رامي يقف بأحدي الجوانب ممسك هاتفه يتحدث به بوجه يظهر عليه التوتر والقلق والخۏف..
هو دا يا
فندم..
فارس.. بأمر.. عايز اسمع بيقول ايه وخلي واحد من رجالتنا تراقبه زي ضله..
إحنا فعلا مراقبينه وسيادتك تقدر تسمع هو بيقول ايه من على تليفوني.. واحد من رجالتنا يبقي أقرب أصحابه
وبيسجله النفس اللي بيتنفسه..
اخذ فارس الهاتف وبدأ يستمع بتركيز ل رامي